“محطات من تاريخ المغرب الراهن، حدث المسيرة الخضراء نموذجا” محور ندوة بكلميم
شكل موضوع “محطات من تاريخ المغرب الراهن، حدث المسيرة الخضراء نمودجا”، محور ندوة نظمت، اليوم الجمعة بكلميم، بمبادرة من النيابة الجهوية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بكلميم وادنون، وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بكلميم، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى 48 للمسيرة الخضراء المظفرة.
وشكلت هذه الندوة، التي عرفت مشاركة باحثين وفاعلين جمعويين، فرصة لإبراز الملاحم البطولية للشعب المغربي واستحضار السياق التاريخي للمسيرة الخضراء وأهدافها ودلالاتها.
وأجمع المشاركون في هذا اللقاء، على أهمية المعالم الحضارية للمسيرة الخضراء وما جسدته من قيم إنسانية، فضلا عن حمولتها التاريخية، مبرزين صور التضحية الرائعة والشجاعة التي برهن عليها الشعب المغربي في هذه الملحمة التاريخية.
وذكروا، في هذا السياق، بأنه على الرغم من الظروف الدولية التي رافقت المسيرة آنداك، فقد نجح المغرب، بفضل حنكة وعبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، في تنظيم هذه المسيرة التي شكلت رسالة للعالم أكدت على أهمية السلم في حل النزاعات الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، قال النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بكلميم، الحبيب الكرف، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الندوة التي تنظم في غمرة احتفالات الشعب المغربي قاطبة، وأسرة المقاومة وجيش التحرير بالذكرى 48 للمسيرة الخضراء، تشكل مناسبة لإبراز الملاحم البطولية للشعب المغربي واستحضار قضية وحدتنا الترابية ودعوة كل القوى الحية ببلادنا وسائر الأطياف السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية والنسائية لتقوية الجبهة الوطنية الداخلية والتعبئة الجماعية واليقظة المستمرة.
من جهته، أبرز بوبكر أنغير، باحث في تاريخ العلاقات الدولية، في مداخلة له، دلالات ورمزية حدث المسيرة الخضراء كثورة حقيقية سواء على المستوى الداخلي بالتفاف جميع المغاربة حولها، أو على المستوى الخارجي باعتبارها نموذجا لفض النزاعات الدولية بطريقة سلمية دون اللجوء للحرب والعنف.
وأضاف أن حدث المسيرة الخضراء كان بداية انتصارات ديبلوماسية حققها المغرب من خلال توالي اعتراف العديد من الدول بسيادة المغرب على صحرائه، مشيرا إلى أن المغرب واصل مسيرته بعد استرجاع الأقاليم الصحراوية بتدشين مسيرة تنموية استهدفت البنيات التحتية ومنها الطرق، والمنشآت الاقتصادية والسياحية كالموانئ والمطارات، وكذا الاهتمام بالجانب الثقافي عبر صون الذاكرة التاريخية للصحراء والحفاظ على موروثها الثقافي والثراتي.
من جهته، اعتبر المدير الجهوي للتواصل بجهة كلميم واد نون، مصطفى جبري، أن الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء المجيدة هو لحظة للوقوف على فلسفتها وروحها العميقتين، معتبرا هذه الملحمة حدثا تاريخيا سيظل على الدوام رمزا وتدشينا لمسيرة أخرى هي مسيرة البناء والتطوير وإطلاق المشاريع والأوراش التنموية الكبرى في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
وركزت باقي المداخلات على ضرورة استحضار روح المسيرة الخضراء في كل المناسبات بكل أبعادها التاريخية والثقافية و التضامنية وما تشكله من التفاف حول القضايا الكبرى للوطن.
وتميز هذا اللقاء الفكري بعرض شريطين وثائقيين من طرف المديرية الجهوية للتواصل، الأول تطرق للمحطات الرئيسية التي قطعتها المسيرة الخضراء منذ إعلان انطلاقها حتى نهايتها، بينما تطرق الشريط الثاني لأهم المنجزات التي تحققت بجميع الأقاليم الجنوبية للمملكة.