عمر هلال يواجه تصريحات وزير الخارجية الجزائري بهدوء وحزم أمام الأمم المتحدة

في رد اتسم بالرصانة والاتزان، دحض السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، ما اعتبره “مغالطات” وردت في كلمة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، بخصوص قضية الصحراء المغربية خلال أشغال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد هلال أن المغرب هو من بادر قبل 62 سنة إلى إدراج قضية الصحراء في جدول أعمال الأمم المتحدة، مذكّرا بأن الجمعية العامة نفسها كانت قد أخذت علما باتفاقيات مدريد التي أنهت الاستعمار الإسباني للأقاليم الجنوبية، وذلك عبر القرار الأممي رقم 3458B الصادر سنة 1975.
وشدد السفير المغربي على أن مجلس الأمن يتناول القضية باعتبارها موضوع “سلم وأمن” وليس “تصفية استعمار”، مذكّرا بأن قراراته منذ 2007 كرّست المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها حلا جديا وذا مصداقية.
وفي رده على ما سماه الوزير الجزائري “وقائع مفروضة”، أبرز هلال أن الواقع الحقيقي في الأقاليم الجنوبية يتمثل في الاستثمارات الكبرى والبنيات التحتية المتطورة، إضافة إلى المشاركة الواسعة للساكنة في الحياة السياسية والاقتصادية، فضلا عن افتتاح أكثر من 30 قنصلية عامة بالعيون والداخلة، بما يعكس اعترافا دوليا متزايدا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
ولم يفوت هلال الفرصة للتوقف عند ما وصفه بالتناقض الجزائري، قائلا: “الجزائر تدعي أنها ليست طرفا في النزاع، لكنها تضع شروطا للتسوية. فبأي صفة تقوم بذلك؟”. داعيا إياها إلى الانخراط بجدية في المسار الأممي والمشاركة في الموائد المستديرة.
كما ذكّر بالدعم الواسع للمبادرة المغربية، حيث أيدتها أكثر من 120 دولة، بينها ثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى غالبية دول الاتحاد الأوروبي.
واختتم الدبلوماسي المغربي مداخلته باستحضار الخطاب الملكي لعيد العرش الأخير، الذي شدد فيه جلالة الملك محمد السادس على أن المغرب متمسك بحل توافقي “لا غالب فيه ولا مغلوب”، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
