أحمد اليعقوبي يكتب : الأباء للأبناء.. جيلنا كان واعر ..!! خطاب الحقيقة ..ام جهل بتغيرات الواقع !!؟؟

 

يردد كثير من زملائي الاساتذة وعدد من الأطر من جيلناالاسطوانة التالية :
*وقتنا كانت أفضل – واحنا كنا أفضل من هاذ الجيل ..!! – فوقتنا كانت القراية الحقيقية..- وكانت النقط نزيهة..بلا نفيخ –
أما أساتذتنا فكانوا مثاليين : الإخلاص و التضحيات..
لكن جيلكم الحالي لا يريد الدراسة ..ولا هم له في المستقبل..بل أباؤهم في عداب من الروض الى الجامعة..
احنا قرينا غير فجامع ..وكنا متفوقين …
فوقتنا كان التلميذ يحترم الاستاذ . ويرتعش عند ملاقاته…
* الان الاستاذ يهاب التلميذ ..ويتفادى اعتداءه ..لم تعد الأخلاق كما كانت في زماننا ..
*الان التلميذ شمكار..والأستاذ يعيش الارهاب فالقسم ..!!
هكذا لسان حال كل من يقدم خطبة حول التعليم بين الماضي والحاضر ..هل يمكنك الرد امام خطاب مدعم بموجة “الأدلة” التي تتبث لك بملموس أصحابها
: ان التعليم في زماننا كان جنة …وحاليا هو جحيم !!
أطلب من صديقي، الذي اتعبني بهذا الخطاب لسنوات، ان يهدأ قليلا ويستمع للرأي الأخر ..
*لكنه يواصل:اي رأي تريد ..؟؟ هل انت مع التعليم الحالي ؟؟ الم تكن من جلينا ؟؟ فهل ما قلته صحيح ام لا …جاوبني،،بدون لف او دوران ..!!
انت معي او ضدي ؟؟
صديقي “طالع الى السما “..وابتسامتي تزيده غليانا.!!
..تستهزء مني سيدي أحمد ؟؟
حاشا يا أخي . ربما أبتسم لأفكارك الحماسية ولعل أفضل مافيها حرقتك على واقع تعليمي بئيس نعيشه اليوم ….
* الله يحفظك ..يطير من مقعده صديقي ،،.ها كلام المعقول ..ها انت تتفق معي ..يعني لا نختلف ..وهل تختلف مع الحقيقة..!!؟؟
وجدت صعوبة في اسكاته وإقناعه بأن الحقيقة نسبية وتتحدد من خلال زاوية الرؤيا..بل تحكمها عوامل الزمان والمكان ..هل مستعد تسمعني !!؟؟
بكل فرح ،تفضل ،، بعد ان استفرغ الرجل كل ما بداخله ..
بدأت.. عزيزي، هل يمكن ان تقارن التعليم قبل الاستقلال وبعد ..؟؟ ..و هل قرأت كتاب المفكر اامغربي محمد عابد الجابري ” أضواء على التعليم بالمغرب ” واستخلصت خلاصاته ؟؟
ربما لو قرأته ستنقص قليلا من غليان حماسك..
من ناحية ثانية ..
هل أحتاج لتذكيرك بأن التعليم عاش عبر مختلف الحكومات أزمات متلاحقة اي متواصلة في الاتجاه السلبي..؟؟!!
وهل أذكرك ان النوابغ في المدرسة المغربية لم يفارقوا اي زمان في مسارها الوطني..وبالتالي ليسوا مقياسا وأو معيارا لجودة تعليمنا من عدمه !!
تعليمنا الحالي بسلبياته وايجابياته يقدم لنا كل سنة مئات الأطباء والمهندسين ..بل طلبة مغاربة اتبثوا تفوقهم اوروبيا من خلال نجاحهم في مدارس عليا لم يتفوق في ولوجها طلبة من دول عربية وافربقية..!!
السياسة التعليمية ببلادنا محل جدل ..وأنا شخصيا مناهضها بسلاحي الضعيف : لا حول ولا قوة إلا بالله !
غير انه من باب الانصاف ان نعترف ان الدولة المغربية ربما لها واقع إكراه في شكل الخضوع للضغوط الدولية المتحكمة في رقابنا..هذا ليس تبريرا بل قد يكون من الأسباب الموضوعية التي تتحاشى الحكومة استعراضها تجنبا للاقرار بضعف الدولة في مجال التعليم …
اني كرجل تعليم متقاعد سبر أغوار السياسة التعليمية في عمقها وفي تجاربها لا أدعي ان الدولة ،( وليس الحكومات ) تقصد هدم بناية تعليمنا..كما انتظر من يدعي العكس ان يدلنا بتحليل علمي غير اديولوجي..بان هذه الدولة المغربية تريد هذا الشر لأبناء هذا الوطن !!
وبعيدا عن السياسة العامة للدولة تعالى صديقي المتمرد على ابنائك داخل البيت ، بالادعاء ان التعليم كان روعة في زمانك …و الحال انك الان مجرد ممرض( ! مع الإحترام الكامل للممرضين ) ..وإبنك مهندس وإبنتك طبيبة..
وانت سيدتي المحروقة على ابنائك ، لم تتحصلي على الباك وإبنك ،ما شاء الله ، إطار باشا في وزارة الداخلية…أما صديقي الاكتر تمردا فلا يغادر المقهى الا بعد استهلاكه لعلبتي سجائر مع التجهم المقرف والمستمر لشكل وجهه ..إبن صديقي مدرب وطني ..وإبنته مديرة شركة..وما زال يردد :تعليمنا أفضل من تعليمكم!!
اما المسكينة طيابة الحمام ، تسب وتشتم لأن ابنتها لم يساعدوها في امتحان الباك ..والسيدة يعلم الجميع انها غادرت المدرسة دون تعلم حروف كتابة اسمها !!
وصديقي المقاول المتنفخ برصيده البنكي وعدد العمارات التي يبنيها لكنه يستهزئ من ابنه الذي حصل على الماستر ولم يجد عملا ..وصديقي ( بيني وبينكم !!) يجهل كتابة اسم مرافق لرقم هاتفي ..
تتعدد الأمثلة وتتنوع ..غير انها لا تؤكد ان جيلنا الحالي اسوأ او أفضل من سابقيه..
ربما افتقاد الاباء والامهات لتصورات موضوعية ..وحرصهم على تحفيز آبائهم من خلال لامنطق: كنا أحسن منكم . والحال ان الأب والأم،ربما ، أقل مستوى دراسي او وظيفي من ابنائهم !!


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...