إبراهيم بونعناع يكتب..التقاعد نعمة أم نقمة؟
إبراهيم بونعناع
التقاعد نعمة كبيرة، ومرحلة يتوج المتقاعد عمره كله بأفضل الأهداف والخيارات والإنجازات، فيها يحتفل المتقاعد بتعبه وسعيه الطويل في الحياة
في الغالب يشتغل الأجير ثلاثين أو أربعين سنة وفي نهاية عمره،وفي الوقت الذي يكون في امس الحاجة إلى إدارته او مشغله، من ضعفه وكثرة أمراضه، تتعجل إدارته موته لتسترجع نفقاته التي تعتبرها “ضائعة” على كائن “غير منتج.
فبعد تجاوز الـ 60 عاماً يسدل الستار على مرحلة من مراحل عمرالأجراء المليئة بالتحديات والإنجازات والعمل الجاد والتقدير الاجتماعي فمنهم من يعتقد أنه قد انتهى دوره وأصبح الآن يعيش عالة على نفسه وأسرته وعلى
المجتمع .ومنهم من يرى انه من الواجب عليه
استثمار خبراته التي راكمها مدة عمله .وهناك شريحة اخرى ترى بضرورة الخلود للراحة والإستمتاع بالحياة بعدما أفنى شبابه في العمل
فبمجرد ان يحال الأجير على التقاعد حتى يصبح ملك نفسه حرا طليقا لا يشغله شأن، لكن هذه الحرية التي ينالها عن طريق التقاعد تحتاج إلى رسم وتخطيط محكم حتى تستثمر مرحلة التقاعد بشكل صحيح لتكون فترة مريحة وسعيدة.
لكن لماذا تحتاج منا مرحلة التقاعد إلى تخطيط؟ بكل بساطة لأنها مرحلة لا تختلف عن مراحل حياتك الانتقالية، فقبل بدء كل مرحلة كنت تحتار قبل أن تختار، وتنتقي الأفضل حتى تصل، فتمر بمراحل الانتقال الدراسي وبعدها فترة اختيار الجامعة والتخصص ثم البحث عن العمل، فكل عمر له مرحلته وكل مرحلة تحتاج إلى تخطيط، ومن هذه المراحل مرحلة التقاعد
التقاعد لا يعني نهاية حياتك، بل هو مرحلة وجزء منها، فأنت الآن مستقر مادياً وناضج عقلياً، لكن تحتاج إلى بعض الأمور التي تجد فيها سعادتك.
فعلى المتقاعد الاعتناء بصحته النفسية والعقلية والجسدية من خلال التغذية المتكاملة وممارسة الرياضة والتمتع بالرحلات وإقامة علاقات اجتماعية متوازنة وإضفاء الكثير من الترفيه والتسلية على حياته اليومية لتحقيق هدف “السعادة والعافية النفسية” التي تحقق التوازن بين الذات بكل جوانبها وبين المحيط الخارجي بما فيه الأشخاص والأحداث والأشياء.