خبراء يبحثون في سلا الحلول المبتكرة والمستدامة من أجل فلاحة مغربية أكثر صمودا
انكب خبراء في علوم التربة ومهنيون ومسؤولون مؤسساتيون، اليوم الثلاثاء بسلا، على رصد الإشكاليات المتصلة بالهشاشة المناخية للفلاحة المغربية، وكذا الحلول المبتكرة والمستدامة التي ينبغي تبنيها من أجل تعزيز صمودها انطلاقا من الأمن الغذائي.
في هذا الصدد، أبرز المتدخلون في ورشة عمل حول موضوع “إعطاء الأولوية لتدابير الملائمة مع التغير المناخي في السياق الفلاحي المغربي”، أهمية النهوض بحلول فلاحية مبتكرة ومستدامة من شأنها مساعدة السياسات على وضع استراتيجيات للملائمة مع التغير المناخي بهدف رفع قدرات صمود أنظمة الزراعة البعلية.
وفي هذا الإطار، سلط المشاركون الضوء على أهمية بلورة أجوبة ناجعة للتغير المناخي وفق نظام هندسي زراعي يتلاءم مع السياق المحلي، مع الدعوة إلى التعاون بين مختلف الجهات المعنية من أجل الاستغلال الأمثل للخبرة الجماعية، وتوحيد الجهود بغرض تحديد مختلف التحديات المناخية وتطوير حلول هندسية زراعية مبتكرة.
وشدد المشاركون في هذا اللقاء على أن الآثار الخطيرة للتغير المناخي على الفلاحة، وخاصة ما يتعلق بسلسلة الحبوب، تستوجب مبادرات سريعة ومنسقة بغية مساندة التنمية المستدامة، داعين إلى تبني حلول تكون ملائمة للسياقات المحلية من خلال اتباع طلبات الشركاء، مع احترام معايير التكثيف المستدام.
وقد تم بمناسبة هذه الورشة التشاورية، المنظمة بمبادرة من “Excellence in Agronomy in the Central and West Asia and North Africa Region” بشراكة مع المركز الدولي للبحث الفلاحي في المناطق القاحلة، تقديم آلية لأخذ قرار الملائمة مع التغير المناخي، من طرف (CGIAR) وهي عبارة عن مجموعة استشارية للبحث الفلاحي الدولي.
وفي هذا السياق، أوضحت الباحثة في علوم التربة بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، أميمة بنحليمة، أن آلية المساعدة على اتخاذ القرار وتراتبية خصائص الملائمة مع التغير المناخي التي تم تطويرها على نظام “إكسيل”، ستمكن من توجيه استراتيجيات الدعم على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية.
من جهته، أكد الباحث العلمي في كل من المركز الدولي للبحث الفلاحي في المناطق القاحلة والمعهد الوطني للبحث الزراعي في المغرب، الدكتور رشيد مصدق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الآلية من شأنها تسهيل عملية جمع المعطيات التي يمكن تحليلها واستغلالها من طرف مختلف الشركاء من أجل تصنيفها كخصائص للملائمة مع التغير المناخي، وخاصة في قطاع الحبوب بالمغرب.
من جانبه، أوضح رئيس قطب البحث في التربة والماء والهندسة الزراعية بالمؤسستين المشار إليهما، الدكتور فيناي ناجيا، في تصريح مماثل، أن هذا اللقاء يرمي إلى بلوغ نقاش معمق وشامل في ما يتعلق بطريقة الوصول إلى فلاحة مناخية-ذكية.
وقال السيد ناجيا “نحاول تجميع مختلف الأصوات التي تبحث عن الاستقرار من أجل الشباب، وعن مداخيل أكثر ارتفاعا، وعن خلق فرص الشغل، وفق آفاق متنوعة، وكذا بلورة لائحة تحدد الأولوية بالنسبة لما يناسب المغرب من أجل بلوغ فلاحة مناخية-ذكية”.
وأضاف الباحث العلمي أن هذه المبادرة ستمكن من خلق عدة امتيازات من أجل التعاون مع المؤسساتيين المغاربة بهدف توجيه السياسات طبقا للجيل الأخضر، مع الحرص على ضمان الأثر على الاستثمار، وإرضاء المغاربة، وكذا تحقيق الأمن الغذائي والمائي.
وجدير بالذكر أن هذه الورشة التشاورية هي بمثابة فضاء للنقاش يروم تسليط الضوء على الحلول القابلة للتحقق، والتي من شأنها تقوية الصمود، وتحسين سبل العيش، وتعزيز الأمن الغذائي.