نزار بركة.. الفساد تفاقم والمشكل الحقيقي في تراجع القيم المجتمعية

قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن الفساد ما زال يشكل أحد أبرز التحديات التي تواجه المغرب، بل إنه عرف ارتفاعا في السنوات الأخيرة رغم الجهود المبذولة لمكافحته. وأوضح أن الإحصاءات الأخيرة تكشف عن عدد غير مسبوق من قضايا الفساد التي طالت برلمانيين ومنتخبين وقضاة وموظفين، معتبرا أن هذه الوضعية تفرض التفكير بعمق في الأسباب الحقيقية لاستمرار الظاهرة.

بركة أشار إلى أن المشكلة لم تعد قانونية أو مؤسساتية فقط، بل أصبحت مسألة قيم وسلوك، إذ أصبح المفسدون يحظون بالتقدير في حين يتراجع حضور القيم النزيهة والعمل الجاد، داعيا إلى استعادة المرجعية الأخلاقية المستمدة من القيم الإسلامية التي شكلت أساس قوة المجتمع المغربي عبر تاريخه.

وجاءت تصريحات الأمين العام خلال أشغال ملتقى الميزان للشباب 2.0، الذي جمع أكثر من 1500 شابة وشاب من مختلف جهات البلاد، حيث شدد على ضرورة مواجهة ما سماه “ثقافة الهمزة والوصولية والفراقشية”، لأنها تضعف الثقة في المؤسسات وتؤثر على روح الانتماء الوطني. وأكد أن حزب الاستقلال ملتزم بمحاربة هذه العقليات السلبية والعمل على ترسيخ قيم النزاهة والمسؤولية.

وخلال الملتقى، وصف بركة الشباب المغربي بأنه “جيل الفتح الجديد”، معتبرا أن المرحلة الحالية تمثل بداية تحول نحو مغرب السيادة والبناء والريادة. ودعا الشباب إلى الانخراط بفعالية في مشاريع التنمية، سواء في مجالات الاقتصاد الأخضر أو الذكاء الصناعي أو العدالة الاجتماعية، مؤكدا أن المستقبل ملك لمن يبادر ويؤمن بقدراته.

واختتمت فعاليات الملتقى بجلسة حوارية تفاعلية جمعت الشباب بعدد من وزراء الحزب، ضمن مبادرة “مقهى السياسات”، التي أتاحت نقاشا مباشرا حول القضايا الراهنة. وأسفرت النقاشات عن صياغة مجموعة من المقترحات ستشكل قاعدة “ميثاق الشباب” الذي سيقدمه الحزب في 11 يناير 2026،