ابراهيم فاضل يكتب : رواق المغرب في لوسيل.. حين يساء تمثيل وطن بحجم التاريخ

ابراهيو فاضل .
في الوقت الذي كانت فيه الأعلام المغربية ترفرف عاليا بقطر احتفاء بإنجاز غير مسبوق لـ“أسود الأطلس”، انكشفت في أحد الفضاءات الموازية صورة مغايرة، لا تعكس عمق المغرب ولا غناه الحضاري. فقد نقل الإعلامي المواطن مصطفى رمزي، من قلب درب لوسيل، ملاحظات صادمة حول الرواق المغربي الذي كان يفترض أن يكون مرآة للهوية الوطنية في حدث عالمي.
رمزي، الذي عاين الرواق عن قرب وأياما متتالية، اعتبر أن ما قُدّم باسم المغرب يفتقر إلى الحد الأدنى من الروح الثقافية. ففي فضاء تنافست فيه الدول على إبراز كرمها ورموزها التراثية، فوجئ بأن الشاي المغربي، رمز الضيافة بامتياز، تحول إلى مادة للبيع مقابل ريال قطري، في مشهد أثار استغراب الزوار ودفع بعضهم إلى مغادرة المكان بعد اكتشافهم أن “الترحيب” ليس مجانيا.
ولم تكن طريقة العرض أقل إثارة للأسف، إذ جرت عملية البيع بشكل بدائي، دون أي بعد رمزي أو جمالي، ما أفرغ الرواق من معناه الثقافي وحوّله إلى فضاء تجاري بارد، بعيدا عن صورة المغرب التي عرفها العالم عبر تاريخه.
أما مضمون الرواق، فبدا محدودا ومبتورا، إذ طغى لون فني واحد، بينما غابت تعبيرات تشكّل الذاكرة الجماعية للمغاربة، من فنون شعبية عريقة إلى تنوع موسيقي يعكس تعدد الجهات والثقافات. كما لم تحظَ الصناعة التقليدية المغربية بما تستحقه من حضور، في ظل غياب أزياء وهوية حرفية تعبّر عن الأمازيغي، والصحراوي، والشمالي، وعن مهارات الصناع التقليديين المغاربة.
وزاد من حدة الانتقادات، حسب رمزي، أن عددا من المشرفين والمنشطين داخل الرواق لا علاقة لهم بالمغرب، ما أفقد المكان صدقيته، وأعطى الانطباع بأن التمثيل تم بعقلية تدبيرية ضيقة، لا برؤية ثقافية وطنية.
بهذه الصورة، تحوّل الرواق من فرصة لتعريف العالم بالمغرب المتعدد والغني، إلى لحظة تساؤل مؤلمة: كيف يمكن لوطن بتاريخ ممتد وحضارة متجذرة أن يُختزل في عرض باهت، في لحظة كان يستحق فيها أن يُقدَّم في أبهى حلله
