بالصور..مهرجان الارز العالمي للفيلم القصير يطوي نسخته ال26 بليلة وفاء احتفالية وتتويجات سينمائية رياضية استثنائية

سعيد الحجام / صدى تيفي .
اربعة ايام عاشتها مدينتا ازرو وافران على ايقاع الفن السابع، اربعة ايام امتزجت فيها المنافسة بالاحتفال، وتقاطعت فيها السينما مع الرياضة في دورة جديدة من مهرجان الارز العالمي للفيلم القصير، الدورة السادسة والعشرون، التي ختمت مشوارها بحفل بهيج حمل عنوان “ليلة الوفاء”، كان اشبه بعرس فني وجماعي جمع المبدعين والرياضيين والجمهور الوفي.
منذ الكلمة الافتتاحية لمدير المهرجان عبد العزيز بلغالي، بدا واضحا ان الامسية لن تكون عادية. بلغالي شكر الحاضرين والداعمين والمبدعين الذين ساهموا في انجاح هذه الدورة، لكنه في الوقت نفسه ذكّر بان المهرجان لم يكن مجرد عروض افلام ومسابقات، بل فضاء للوفاء للذاكرة، ولتكريم من منحوا السينما والرياضة المغربية لحظات لا تنسى.
الحدث المثير في هذه الليلة كان لحظة الصعود الى المنصة، حيث امتزج بريق الكاميرات بتصفيقات الجمهور، وهو يشاهد اسماء رياضية صنعت مجد المغرب تتسلم دروع التكريم ، البطلة العالمية نزهة بدوان حضرت بكل رمزيتها، ليكرم بعدها عدد من الابطال الذين كتبوا اسماءهم باحرف من ذهب: الدراج مصطفى النجاري، اللاعب عبد المجيد اسحيتة، نور الدين البويحياوي، خليفة، عبد الرزاق خيري، الهداف عبد الرزاق البوساتي، والحكم الدولي احمد بحار، اضافة الى اسماء ارتبطت بالذاكرة المحلية كحسن برداد، ادريس التاج، ومحمد وزين بن عسو. كان المشهد مؤثرا، فالسينما هنا لم تكتف بالاحتفاء بصناع الصورة، بل مدّت يدها للرياضة لتعيد الاعتبار لابطال حملوا الراية الوطنية في محافل دولية.
لكن المهرجان، وهو يحتفي بالذاكرة، لم ينس التنافس. فالمسابقات الرسمية كانت حاضرة بزخمها، ولجان التحكيم لم تبخل بتتويج من يستحق.
ففي مسابقة السيناريو كان الفوز الكبير لسيناريو “entretien” لاسماعيل ايت لحسن، فيما عادت الجائزة الثانية الى “الحذاء الاحمر” لنور الدين بنكيران، مع تنويهات خاصة لكل من “طفلة الشمس” لعبد الاله مسواري و”امر بالحذف” لبديعة سماح سنوي.
وفي مسابقة الفيلم الوتائقي ، انحازت لجنة حميد زيان وسناء موزيان ومحمد الرفاعي الى عمق التجارب، فكان التنويه لفيلم “الرحلة” لسعود مهنا من فلسطين، وجائزة لجنة التحكيم لـ”ثلة الحيات” لجوييل ابو شبكة، وجائزة الاخراج لـ”lâche moi” للتونسية جهان السباعي، بينما ذهبت الجائزة الكبرى لفيلم “silence des origines” للمخرجة المالية فطوماتا تيوي كوليبالي، الذي خطف الانفاس.
وبخصوص مسابقة الأفلام الروائية ، فقد عرفت منافسة قوية، انتهت بمنح الجائزة الكبرى لفيلم “سيلقى التراب يا ابي” للاخوين ملاص من سوريا، وجائزة لجنة التحكيم لـ”Are you volley ball” لمحمد باحسين من فرنسا، وجائزة السيناريو لـ”Bottles” للمغربي ياسين الادريسي، فيما حظي فيلما “inadapte” و”الورقة المثقوبة” بتنويهات خاصة.
ليلة اختتام الدورة 26 من مهرجان الارز لم تكن مجرد توزيع جوائز، بل كانت لحظة اعتراف مزدوج: اعتراف بالمبدعين السينمائيين الذين يعطون للخيال صورته، واعتراف بالرياضيين الذين منحوا المغرب لحظات فخر في مدرجات الملاعب. وبين السينما والرياضة، وجد الجمهور نفسه شاهدا على عناق جميل بين عدستين: عدسة الكاميرا وعدسة الذاكرة.
هكذا اطفئت اضواء الدورة السادسة والعشرين، تاركة خلفها وعدا بدورات اخرى اكثر اشعاعا، تؤكد ان مهرجان الارز ليس حدثا عاديا، بل موعدا سنويا يجمع بين السحر الفني والوفاء الانساني.