بعد انتشار مكملات غير صحية في الصيدليات والبارا..مهنيون يدقون ناقوس الخطر ويحدرون من تداعياتها على الصحة العامة

بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها واقعة ترويج عسل مهيج جن.سيا بأسواق مكناس، وتدخل المصالح الأمنية لتوقيف التجار المعنيين وحجز كميات مهمة من هذه المواد التي تشكل خطرا الصحة العامة، شهدت مدينتي مكناس وفاس خلال الفترة الأخيرة، انتشارا لافتا ومقلقا لمكملات غذائية ومستحضرات تجميل بالصيدليات ومحلات البارا، لا تتوفر على التراخيص الضرورية، ما يهدد بشكل مباشر مستعمليها.
وفي تصريح لموقع” صدى تيفي “أكد الفاعلون في القطاع، أن بعض الشركات التي تتخذ من مدينة الدار البيضاء مركزا لأنشطتها، قامت مؤخرا بإغراق السوق الوطني بمئات الأنواع من المكملات الغذائية ومستحضرات تجميل، غير مرخص لها ولا تتوفر على شهادة تسجيل المسلمة من طرف وزارة الصحة، الجهة الوحيدة المخول لها تسليم مثل هذه التراخيص بعد الخضوع لمعايير ومسطرة دقيقة للغاية، وهي التراخيص التي توضح نوع الجرعات المسموح بها وتحذيرات بخصوص الاستعمال ومختلف التوجيهات الضرورية، التي تأخذ بعين الاعتبار صحة المستهلك والمواطنين.
ويعتمد مروجوا هذه المكملات الغذائية الغير مرخصة على حملات دعائية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت عموما، بالاعتماد على مؤثرين لهم ملايين المتابعين، في حملات إشهارية مدفوعة تقوم بشكل دوري بالترويج لهذه المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، التي يتم بيعها إما بشكل مباشر عبر وسائل التجارة الإلكترونية أو ترويجها عبر الصيدليات ومحلات البارا.
ونظرا للإقبال الكبير التي تعرفه هذه المنتجات من لدن شريحة واسعة من المواطنين، سيما من ضحايا متابعة مؤثرات وسائل التواصل الاجتماعي دون استشارة ذوي الاختصاص من الأطباء، تحول منتجوا وتجار هذه المنتجات إلى رجال أعمال كبار، بعد أن راكموا أرباح خيالية في مدة وجيزة .
وأمام هذه الوضعية المقلقة التي أضحت تشكل خطرا على الصحة العامة ، أصبح من الضروري على الوزارة المعنية التحرك وإيفاد لجانها وخبرائها في زيارات مفاجئة لأماكن إنتاج هذه المكملات والمواد المستعملة في إعدادها وكذا للصيدليات والبارا التي تقوم بترويجها دون تفحص تراخيص المنتجات المعروضة ، لاتخاد المتعين وإنهاء هذا النزيف .
يذكر أن مجموعة من الفعاليات السياسية وجمعيات حماية المستهلك وخبراء في المجال، نبهوا في أزيد من مناسبة لعمليات إغراق السوق الوطنية بمواد خطيرة كمواد طبية وشبه طبية، ما استعدى تدخل المصالح الأمنية بشكل مباشر، كما حدث مؤخرا بمدينة مكناس من خلال اعتقال مروجي عسل مهي.ج جنسيا وبمدينة فاس من اعتقال صاحب معشبة ومساعديه على خلفية ترويج أدوية مهربة، فيما لا تزال وزارة الصحة تعتبر نفسها غير معنية بهذا الموضوع.