ندوة علمية تناقش موضوع التصوف السني في شمال المغرب بمرتيل

شكل موضوع “التصوف السني في شمال المغرب .. أعلام وقضايا”، محور ندوة علمية نظمها المجلس العلمي لعمالة المضيق-الفنيدق، الثلاثاء بالمركز الثقافي بمرتيل، بحضور مجموعة من رؤساء المجالس العلمية ومندوبي الشؤون الإسلامية وأكاديميين وباحثين، وشيوخ الزوايا الصوفية.

ويأتي تنظيم الندوة في سياق الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، لبحث سبل تعزيز التعاون بين الزوايا الصوفية والمجالس العلمية، في نشر العلم في مجال التصوف السني القائم على نهج الإمام أبي القاسم الجنيد، ولتسليط الضوء على سمات وخصائص التصوف في شمال المغرب، والأدوار التي تضطلع بها الزوايا دينيا وروحيا واجتماعيا.

وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تعزيز التصوف باعتباره ثابتا من الثوابت المذهبية والسلوكية بالمملكة، في ظل إمارة المؤمنين، مذكرين بما عرفته المملكة منذ القدم من رابطات وزوايا ومؤسسات للتربية الفكرية والعقدية.

وأجمع المتدخلون على أن مقصد الإسلام دائما هو التزكية والتربية، ووجوب التعاون بين الزوايا الصوفية في شمال المملكة المغربية والمجالس العلمية، والتنسيق خاصة في المجال العلمي، مبرزين دور التصوف في تحقيق تطهير النفس وتنقيتها وكبح جماحها وتهذيبها، من خلال التربية الروحية والنفسية في ظل واقع الإنسان المعاصر الذي لا يخلو من المغريات والأهواء.

وفي هذا السياق، توقف محمد كنون الحسني، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عند اعتياد المغاربة والزوايا الصوفية على الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف بإحيائهم ليال طيلة شهر ربيع الأول، مستحضرين سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله من خلال النصوص والأمداح التي أبدع فيها المغاربة، وتنافسوا فيها تنافسا كبيرا.

واستدل السيد الحسني في كلمة له، بما أشارت إليه كتب التاريخ من اجتماع الشعراء خلال عيد المولد النبوي الشريف لينشدوا أغلى وأعظم ما أبدعوه في سنة كلها، ويتنافسون في ذلك، على غرار ديوان “شعر المولديات في أدب المغرب”، و”البردة والهمزية” وبالشروح التي أنجزوها، مؤكدا على أن حب الرسول (صلعم) منغمس في قلوب المغاربة، وعيد المولد النبوي الشريف يشكل لحظة يعودون فيها إلى أنفسهم، ويسائلونها أين هم من سيرة الرسول وسنته.

واعتبر المتحدث ذاته أن التصوف الديني السني هو ثابت من ثوابت الأمة المغربية وخاصة بمنطقة شمال المملكة التي تعج بالزوايا الصوفية ورجالاتها، مسجلا أن الربط بين الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وأهل التصوف وزواياه هو استحضار للتصوف السني المبني على الشريعة الإسلامية السمحة، كثابت من ثوابت الأمة.

من جهته، قال محمد سعيد الحراق، المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إن الاحتفال بالتصوف هو احتفال بالسند المتصل وتزكية بمولد سيد الخلق محمد (صلعم) والقرب منه، داعيا إلى أن يأخذ هذا الموضوع حقه من العناية والاهتمام إلى جانب باقي الثوابت التي تشكل الخصوصية المغربية من العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي والتصوف السني وإمارة المؤمنين.

وسجل السيد الحراق أن هذا الموضوع كان يتم الحديث فيه باحتشام، ومر عليه وقت أصبح الناس يتهيبون من ذكر مصطلح التصوف حتى لا يتهموا في عقيدتهم، ويتحدثون بألفاظ كالتربية والتزكية، وهي المرحلة التي تم تجاوزها اليوم، مشددا على أن التصوف هو علم كباقي العلوم الإسلامية الأخرى.

يذكر أن الندوة ناقشت ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بـ”سمات التصوف والصوفية في شمال المغرب”، و”التصوف شمال المغرب.. نماذج وقضايا – الشيخ أزيات الخرشافي نموذجا”، و”رمزية التصوف في فكر الفقيه المفسر عبد الوهاب لوقاش التطوان”.

 


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...