“الدور الطلائعي للمرأة في مسار الكفاح الوطني ” موضوع ندوة فكرية بالرباط

أكد مشاركون في ندوة علمية نظمت اليوم الجمعة بالرباط، أن المرأة المغربية اضطلعت بأدوار رائدة في الدفاع عن الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية، مما عزز حضورها كقوة فاعلة في مسار الكفاح الوطني والمقاومة والتحرير والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.

وأوضح المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن هذا الدور الطلائعي يتجلى في فعل المقاومة لدى المرأة المغربية في أبعاده وتجلياته النضالية والإنسانية والاجتماعية، وحضورها كقوة فاعلة في تحرير البلاد من ربقة الاستعمار، ومساهمتها في مسيرة البناء والنماء وإعلاء صروح الوطن.

وفي هذا السياق، أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن المرأة المغربية اضطلعت، على مدى سنوات الكفاح الوطني، إلى جانب الرجل، بأدوار طلائعية، إذ شكلت واجهة للأحداث البارزة والمظاهرات التي خاضتها كافة فئات الشعب المغربي للمطالبة بكسر قيود الاستعمار الفرنسي والإسباني، ورفعت صوتها لمناهضة كافة أشكال الظلم.

وأضاف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن التاريخ سجل بكل اعتزاز نضال وتضحية المرأة المغربية واستماتتها وصمودها في مقاومة المستعمر، موضحا أنها شاركت، إلى جانب الرجل، في المقاومة الأولى للمحتل، وسطرت ملاحم كبرى في عدد من المعارك الميدانية، من قبيل معارك الهري وأنوال و بوغافر وغيرها من المواجهات المسلحة.

كما اضطلعت المرأة المغربية، يؤكد السيد الكثيري، بدور رائد في العمل الفدائي، وإيواء اجتماعات حركة المقاومة، ونقل السلاح والمعلومات إلى قيادات الخلايا السرية للمقاومة، إلى جانب نقل الجرحى وإسعافهم، وتوفير المؤونة وإيصالها إلى أماكن تحصن المجاهدين، علاوة على مشاركتها في الانتفاضات والمظاهرات الشعبية التي كانت تعم أرجاء المملكة، تعبيرا عن رفض أبناء الشعب المغربي قاطبة لسياسة المستعمر، التي سعت لزرع التفرقة بين مكونات المجتمع الواحد.

من جهتها، أبرزت الأستاذة الجامعية، سعاد زبيطة، أن مجالات التحرك النسائي في عهد الحماية بالمملكة كانت واسعة، بما في ذلك الانشغال بالهم الوطني والنضال السياسي، مضيفة أن هذا النضال تواصل بعد ذلك وتوج في السنوات الأخيرة بعدة مكتسبات ذات أثر كبير على واقع المرأة المغربية.

وذكرت زبيطة أن المغربيات انخرطن في المقاومة والعمل السياسي والنضالي منذ مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، مباشرة بعد ظهور الظهير البربري في 16 ماي 1930، علاوة على اضطلاعهن بواجباتهن المجتمعية والأسرية والإنسانية، متحليات، في ذلك، بقيم الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية والملتزمة والمسؤولة.

وأضافت أن النساء المغربيات كن حاضرات بقوة في نسخ المنشورات والبيانات الثورية وتوزيعها، وإلصاق الملصقات على الجدران ونقل الرسائل الشفوية والمكتوبة، وحمل الأسلحة والذخائر عبر نقط التفتيش العسكرية، ورصد تحركات الأعداء وتزويد الثوار بالمعلومات، وتوفير الغذاء للمقاومين وجيش التحرير، وغير ذلك.

وعرفت هذه الندوة، التي شاركت فيها صفوة من الجامعيات والباحثات الأكاديميات، حضور عدد من النساء وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وهدفت الندوة إلى التعريف بالأدوار الرائدة للمرأة المغربية في ملحمة الكفاح الوطني، من أجل نيل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.

 


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...