أحمد اليعقوبي يكتب : *النقل العمومي على صفيح ساخن .. *حرب غير معلنة بين الطاكسيات وتطبيقات النقل

يبدو ان حدث ” تعنيف ” الدبلوماسي الروسي بالدار البيضاء قبل اسبوع من قبل أحد سائقي الطاكسيات ، وهو يرغب في ركوب سيارة خاصة تبدو تابعة لأصحاب تطبيقات النقل ، اصبح حديث الرأي العام الوطني والدولي ، حيث تلقفته الصحافة الوطنية والدولية بعناوين مثيرة ،وطفت بفعله الى السطح اسئلة حارقة ومحرجة على بلدنا التي تتهيأ لتنظيم كأس العالم رفقة جيرانها اسبانيا والبرتغال ..اسئلة من نوع :هل يستطيع المغرب النجاح في ورش إصلاح المواصلات خلال المدة المتبقية لسنة العرس العالمي 2030 ؟ وهل تستمع الداخلية لمطالب المهنيين حول تجويد خدمات القطاع ؟؟ وهل يكون حدث الدبلوماسي الروسي القطرة التي افاضت الكأس على بعض تجاوزات مهنيي القطاع ؟؟ وهل حان الوقت للارتقاء بالمواصلات العمومية والخاصة في بلادنا وبالتالي تجاوز المعانات اليومية القاهرة للمواطن المغربي في هذا المجال ؟؟ وهل تجرأ الدولة في فتح ملف المأدونيات التي تشكل ريعا اجتماعيا لمالكيها وقهرا ملحوظا للسائقين ؟؟
وسائل الإعلام المغربية ووسائل التواصل الاجتماعي تناولت الحدث المثير بتفاوت مختلف ومقاربات متعددة ..ومن بينها راديو اصوات التي أعطت للموضوع أهمية بالغة و حاولت معاجته بمهنية ناذرة .
بالصدفة وجدتني اتابع احد برامجها خلال ظهيرة يوم السبت ،،حيث استمتعت بالمداخلات المتعددة والمتنوعة و المسؤولة لضيوف الاذاعة المشكلين من ممثلي المهنيين ، نقابيين وجمعويين ، وايضا من مواطنين تدخلوا حول الموضوع ،كما اتيحت الفرصة لتدخل احد ممارسي ” هواية ” التطبيقات التي تطرح جدلا واسعا بين الناس في بلادنا ..
خلال هذا البرنامج تم تسجيل مشكل انتشار كثير من المغالطات حول الحدث ،، وكان من الضروري إعطاء التوضيحات اللازمة في كون السائق ” المعتدي ” و المعتقل حاليا، ما يزال تحت التحقيق و بالتالي فالقضاء لم يقل بعد كلمته بالادانة اوالبراءة ( المتهم بريئ الى ان تتبث ادانته ).ذلك أن الشهود أكدوا ان السائح الروسي ،الذي سيعرف من بعد انه دبلوماسيا، كان يرغب في ارتياد سيارة خاصة من امام باب الفندق بعد اتصاله بها ..وحينها كان سائقو الطاكسيات مرابطين كعادتهم لانتظار زبنائهم حيث علموا بكون السيارة تابعة لأحد نشطاء التطبيقات ..وهو الامر الذي دفع السائق المتهم للتدخل في غياب تفاصيل دقيقة ،بعد ذلك ، متوفرة للعموم ..
غير ان المبالغات التي رافقت الموضوع عبر منصات التواصل الاجتماعي ، كما يحدث غالبا ،
جعلت من الرجل مذنبا ومعتديا ، ..وانهال الكثير من المعلقين على المهنيين بالاساءات الجاهزة ،،حيث تم تعميم السلوكيات للشادة على كل السائقين ووصفهم بالغير مؤهلين للمهنة ،،ووجدها البعض فرصة لجلد الذات واعتبار المغرب غير مؤهل للمونديال بهكذا مواصلات !!
ولا يمكن للمرء ان يتجاهل تجاوزات السائقين لطاكسيات المغرب ،،غير أنه من الحيف اعتبار فئة تعمل في ازيد من 76الف مركبة من الفئتين الاولى والثانيه سلبية في سلوكاتها ..
خلال النقاش بين ضيوف البرنامج تم تداول مسؤولية وزارة الداخلية في ما يحدث من فوضى في القطاع ، بل تم نسب ذلك الى أطر الوزارة وتساهلهم او تجاوزهم لتطبيق الدوريات المنظمة و الصادرة عن الوزارة ..
ولعل التساؤل المثير في الحدث ما أشار اليه المسؤول النقابي من كون سائق سيارة التطبيقات لم يستدع للتحقيق ،،والحال انه ، كما يرى البعض ، السبب في اصل المشكل ، بل أن شرطي المرور الذي عاين الحدث لم يوقف الرجل رغم ان تطبيقات المواصلات غير مقننة ببلادنا كما ادعى نفس المسؤول النقابي .
واجمع كل المتدخلين على ضرورة توضيح الصورة من قبل وزارة الداخلية ،، اما بالترخيص المعلن والمقنن لنشاط التطبيقات اوبالمنع الصارم له درءا لمزيد من الفوضى في القطاع ..


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...