إقليم الحاجب.. مساءلة الوضع الاجتماعي والقانوني والاقتصادي لظروف اشتغال العاملات الموسميات بالقطاع الفلاحي

صدى تيفي / حسن جبوري
بتأطير من جمعية أمل للمرأة والتنمية وبدعم من طرف المؤسسة الأورومتوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، تم مساء الخميس 14/11/2024 تنظيم الندوة الاختتامية الفكرية لتقديم نتائج الدراسة الميدانية حول وضعية العاملات في القطاع الفلاحي بإقليم الحاجب، وذلك بمشاركة ثلة من فاعلي المجتمع المدني بكل من الحاجب وإفران وتيمحضيت وفاس ومكناس، بحيث كانت الندوة مناسبة لتسليط الأضواء على المشاكل المركبة التي تعاني منها هذه الفئة المحرومة من أبسط الحقوق الضمانات المؤطرة لقانون الشغل، بالإضافة إلى معاناتهن وتعرضن لكل أشكال الاضطهاد والابتزاز والتعسف الحاط والمهدر لكرامتهن.
الفاعل الجمعوي حسين مسحت في معرض تقديمه الافتتاحي للندوة طرح المسار البحثي والاستقصائي الذي نحته الدراسة الميدانية التي شملت أكثر من 200 عاملة موسمية بالضيعات الفلاحية إقليميا والتي خلصت إلى توثيق مجموعة من الملاحظات والإشكالات والمعاناة المرتبطة بالاستغلال المتوحش لهن، خصوصا على مستوى الأجر وساعات العمل وهدر الكرامة بسبب التحرش والابتزاز وظروف العمل القاسية، بالإضافة إلى حوادث الشغل.
تقديم نتائج الدراسة الميدانية طرحها الفاعل الحقوقي والجمعوي الأستاذ أحمد بولجاوي الذي مهد مداخلته بالاعتماد على توظيف الإحصاءات المدعمة بالجداول الاستبيانين الكاشفة لعمق الإكراهات والمشاكل والتجاوزات القانونية والحقوقية والاجتماعية المهدرة لحق احترام قانون الشغل على مستوى العدالة الأجرية والسلامة الجسدية والنفسية والاستقرار الاجتماعي. معتبرا أن إجراء هذه الدراسة البحثية الميدانية ارتكزت على التشخيص والتحليل اعتمادا على أرضيات البحث السوسيولوجي والمعطيات الواقعية المرتبطة بظروف الاشتغال الموسمي للعاملات الفلاحات الغير مهيكل وبالقصور القانوني تجاه اللوبيات الفلاحية المتنفذة الغير محترمة لأبسط الشروط المؤطرة لقانون الشغل، مذكرا في نهاية عرضه بالسياقات والدوافع المؤسسة للندوة وأهدافها التحسيسية تجاه خطورة الأوضاع المحيطة باشتغال العاملات الموسميات في القطاع الفلاحي على المستوى الصحي والنفسي وعلى مستوى الحماية الجسدية لهن من كل ما من شأنه أن يهدر كرامتهن مؤكدا على ضرورة تكاثف جهود الفاعلين المدنيين على مستوى الدعم وعلى مستوى كسب التأييد المنتصر لهذه الفئة الهشة داخل المجتمع.
الأستاذة المحامية حسنة العلوي استهلت مداخلتها بالتأكيد على جسامة التضحيات التي تطال مجال عمل النساء العاملات في القطاع الفلاحي، خصوصا على مستوى غياب الحماية القانونية وغياب التأمين عن حوادث الشغل وعدم الاستفادة من صندوق الضمان الاجتماعي ومن تعويضات حوادث السير المرتبطة بنقلهن إلى الضيعات الفلاحية، خصوصا في الحالات المرتبطة بالعاهات المستدامة أو الأعطاب الجسدية والتي تحول دون الحصول على العمل برغم المشقة وثقل المكابدة، مذكرة بالعديد من القضايا المطروحة والتي يصل أمدها إلى 15 سنة فما فوق دون حصول المتضررات على تعويضاتهن بسبب غياب التأمين وتعقد المساطر القانونية بسبب صعوبة الولوج لتحصيل الحق مما يجعلهن محرومات من الحماية الاجتماعية والقانونية الغير محققة لمفهوم وأهداف الدولة الاجتماعية.
مداخلات الفاعلين الجمعويين أغنت محاور الندوة الختامية المعززة لاحترام الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للنساء العاملان في القطاع الفلاحي بإقليم الحاجب من خلال مجموعة من الملاحظات العاكسة لنمط الاستغلال المسلط على هذه الفئة المستغلة على كل المستويات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية معتبرين أن الدراسة الميدانية المنجزة من طرف جمعية أمل للمرأة والتنمية بالحاجب تعتبر مبادرة متميزة عكست واقعا مسكوتا عنه مكرسا لاستدامة الأوضاع الهشة للعاملات الموسميات في الضيعات الفلاحية، وقد أكد مداخلات الفاعلين الجمعويين على توسيع دائرة الترافع القانوني والمدني تجاه هذه الشريحة الاجتماعية والعمل على إيجاد بدائل سوسيواقتصادية لهن لانتشالهن من واقع الاستغلال المركب المهدر لكرامتهن وإنسانيتهن.