ندوة علمية بوجدة تبرز جوانب من عناية سلاطين وعلماء المغرب بالحديث النبوي الشريف

سلطت ندوة وطنية علمية، نظمت اليوم الثلاثاء بوجدة، الضوء على جوانب مهمة من عناية سلاطين وعلماء المغرب بالحديث النبوي الشريف، المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.

وأكد علماء وأساتذة باحثون في هذه الندوة، التي نظمت بتعاون وتنسيق بين رئاسة جامعة محمد الأول بوجدة، والمجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، والمجلس العلمي المحلي لوجدة، ومنصة محمد السادس للحديث الشريف، أن عناية سلاطين المغرب وعلمائه بالحديث النبوي الشريف نابعة من حرصهم على الاهتمام بأمور الدين أصولا وفروعا، عقيدة وشريعة، وتؤكد أيضا سنية الأمة المغربية منذ أن استقر الإسلام بأرض المغرب.

وأشاروا إلى اهتمام أهل المغرب بالحديث النبوي الشريف ومصادره منذ القرن الثاني للهجرة، مبرزين أن كتب صحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم، وموطأ الإمام مالك، نالت حصة الأسد من هذا الاهتمام بمصادر الحديث؛ حيث خ صت بمئات من الدراسات تناولت مختلف الجوانب المتعلقة بالرواية والدراية.

وفي هذا الصدد، أبرز رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، محمد المصلح، بعضا من مظاهر عناية أهل المغرب بالحديث الشريف، مشيرا، في هذا السياق، إلى المجالس الحديثية التي يعقدها السلاطين أو بأمر منهم بحضور كبار العلماء لدراسة الحديث الشريف وعلومه، وأيضا إنشاء كراسي حديثية في بعض المساجد الكبرى مثل القرويين، لدراسة الحديث عامة أو مصدر من مصادره المشهورة.

وقال إن “عناية ملوك وأمراء المغرب وأهله بالحديث، ظلت متواصلة إلى يومنا هذا، حيث أسست في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، دار الحديث الحسنية التي تخرج منها عشرات من العلماء وما يزال إشعاعها براقا في عهد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وأضاف السيد المصلح، أن جلالة الملك أحدث في عهده الزاهر أيضا جائزة أهل الحديث، وأمر بإنشاء منصة الحديث الشريف؛ وهي منصة محمد السادس للحديث الشريف، التي تضم نخبة من رجال الحديث في المغرب.

من جهته، أبرز رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، مصطفى بن حمزة، أهمية هذا الملتقى العلمي الذي تلتقي فيه مجالس علمية محلية وجامعة محمد الأول بوجدة، لتدارس جانب من جوانب الشريعة الاسلامية المتمثل في السنة النبوية الشريفة.

وأشار السيد بن حمزة، إلى أن تناول موضوع الاهتمام بالحديث النبوي الشريف بالمغرب، والذي له مصادره ومراجعه ورجاله، يعد مفيدا وذا أهمية في اللحظة الراهنة من أجل إبراز تجلياته وجانبه العلمي.

من جانبه، أبرز رئيس المجلس العلمي المحلي للعرائش، إدريس ابن الضاوية، عناية سلاطين وعلماء المغرب بموطأ الإمام مالك، سواء على مستوى الرواية، أو التدريس، أو الدعوة إلى المجالس العلمية التي تبرز فيها المعاني الجليلة لهذا الكتاب العزيز، أو كيف أنهم ضربوا على أيدي الطاعنين في السنة النبوية الشريفة.

أما رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الدار البيضاء – سطات، محمد مشان، فتوقف عند جزء من جهود أمير المؤمنين في خدمة الحديث النبوي الشريف، مشيرا، في هذا الصدد، إلى إنشاء الدروس الحديثية في شقيها التفاعلية والبيانية، ودار الحديث الحسنية، وجامعة القرويين، ثم منصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف.

وتضمن برنامج هذه الندوة العلمية، التي حضر افتتاحها، على الخصوص، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنجاد، معاذ الجامعي، ورئيس جامعة محمد الأول بوجدة، ياسين زغلول، جلسات علمية ناقشت مواضيع من قبيل “عناية سلاطين وعلماء المغرب بصحيح الإمام البخاري”، و”مدرسة الحديث بالمغرب خصائصها ومميزاتها”، و”عناية سلاطين وعلماء المغرب بموطأ الإمام مالك”.

 


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...