علاقات المغرب ونيجيريا تتجاوز تشويش “محور الشر” بريتوريا والجزائر

صدى تيفي – الرباط –

رغم الضغوطات التي مارسها “اللوبي النيجيري” الذي يعمل لصالح الجزائر والبوليساريو، فقد نجح الرئيس جمهورية نيجيريا محمد بهاري في تقوية العلاقات الاقتصادية مع المغرب في وقت كانت أبوجا تحسبُ سابقاً على “محور الشر بريتوريا والجزائر”.
وقبل أيام، أعلن محمد بهاري، في سلسلة تدوينات، أن بلاده وقعت مع المغرب اتفاقية لتطوير منصة للمواد الكيماوية الأساسية بقيمة 1.3 مليار دولار، أي أكثر من 11 مليار درهم، وهو مشروع كبير يضاف إلى عدة مشاريع مشتركة بين البلدين وأبرزها مشروع خط الغاز نيجيريا-المغرب وهو أكبر برنامج استثماري على المستوى القاري.
ولعب المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) دوراً أساسياً في تطوير الفلاحة النيجيرية خلال السنوات الماضية من خلال تقاسم تجربته الرائدة في مجال المنتجات الكيماوية والأسمدة مع عدة دول إفريقية، وهو التعاون الذي يهدف إلى تحسين الأمن الغذائي في القارة.
وقال الرئيس بوهاري: “نحن على الطريق الصحيح لنصبح قوة إقليمية ودولية للأسمدة”، مضيفا: “أغتنم هذه الفرصة لأشكر، نيابة عن النيجريين، أخي وصديقي جلالة ملك المغرب على وقوفه معنا في المرحلة الصعبة والمثيرة”.
كما ذكر رئيس نيجيريا، أن “هذه الشراكة التي تربط البلدين هي ذات منفعة متبادلة، وهي مثال حقيقي على كيفية عمل التجارة والشراكة بين البلدان الإفريقية”.
ورغم أن علاقاتها مع الجزائر كانت أقوى من العلاقات مع المغرب إلى وقت قريب، إلا أن الرباط لم تبخل على أبوجا تجربتها في مجال تطوير الفلاحة وأيضا على مستوى محاربة التطرف الديني والإرهاب خصوصا أن نيجيريا تواجه منذ سنوات جماعة “بوكو حرام” الإرهابية. كما حاول الوضع الداخلي المتأزم وعدم الاستقرار السياسي في الجارة الشرقية دون تطور العلاقات الجزائرية النيجيرية.
ويتشبث الرئيس النيجيري بالشراكة الاستراتيجية مع المملكة المغربية ومن ضمن ذلك مشروع أنبوب الغاز الذي تحاول الجزائر عرقلته بالنظر إلى آثاره الاقتصادية الإيجابية على عشرات البلدان الإفريقية التي سيمر عبرها هذا الأنبوب.
ويرى الأستاذ الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن العلاقات بين المغرب ونيجيريا شهدت تحولا نوعيا منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن الشراكة بين البلدين مبنية على ما هو استراتيجي تتجاوز العشر سنوات فما فوق.
وأوضح العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن استراتيجية المغرب الاقتصادية تركز على مجالات إنتاج الأسمدة والفوسفات والغاز في نيجيريا، مشيرا إلى أن هذه الشراكة الناجحة توجد أيضا مع دولة الغابون، في إطار سياسة المغرب تجاه القارة الإفريقية.
وأوضح العجلاوي أن الرئيس بوهاري كان حريصا خلال خرجته الأخيرة على تأكيده أهمية العلاقات مع المغرب، وهي رسالة سياسية إلى أطراف أخرى تحاول التشويش على علاقات الرباط وأبوجا. وزاد الباحث ذاته أن تجديد الرئيس النيجيري تأكيده على التعاون مع المغرب يعني أن مشروع أنبوب الغاز ما زال قائماً بين البلدين رغم التشويش الذي تعرض له.
وأورد الأستاذ الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، أن العلاقات بين المغرب ونيجيريا تغيرت إلى الأحسن رغم وجود لوبيات سياسية نيجيرية ضاغطة تعمل لحساب الجزائر، مشيرا إلى أن الرباط تنتظر موقفا سياسيا من نيجيريا بخصوص اعترافها بالبوليساريو لكن رئيسها يواجه ضغوطات داخلية من نقابات ولوبيات تعمل لصالح أعداء الوحدة الترابية.
ومن بين اللوبيات الضاغطة في نيجيريا “جمعية سفراء نيجيريا المتقاعدين” وهي الجهة السياسية التي وقفت بشدة ضد انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، وحاولت أيضا عرقلة مشروع أنبوب الغاز مع المغرب وإحياء اتفاقية قديمة شبيهة لهذا المشروع مع الجزائر تعود لسنة 2002.
وبدأ التقارب السياسي يتعزز بين المغرب ونيجيريا داخل هياكل الإتحاد الإفريقي، حيث أجرى الأسبوع الماضي سفير المغرب الدائم لدى الاتحاد الإفريقي محمد عروشي، بأديس أبابا، محادثات مع المفوض الجديد للاتحاد الإفريقي للسلم والأمن والشؤون السياسية السفير بانكول أديوي، وهو دبلوماسي نيجيري عوض الجزائري إسماعيل شركي.
وتبادل السفير عروشي وبانكول وجهات ِ النظر بشأن العمل ِ الإفريقي المشترك وفق رؤية ِالمغرب الثابتةِ حول السِلم والأمن والشؤون السياسية في القارة الافريقية التي ترتكز على مبادئ ِالوحدة والتضامن وعدم ِالتدخل في الشؤون الداخلية للدول.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...