فعاليات الإجتماع السنوي بمحكمة الإستئناف بمكناس بخصوص تأهيل وإعادة إدماج نزلاء المؤسسات السجنية.

صدى تيفي

احتضنت قاعة الاجتماعات بمحكمة الإستئناف، يومه الأربعاء 02 أكتوبر 2019 ، الإجتماع السنوي لإعداد استراتيجية عمل مشتركة بين مختلف القطاعات برسم موسم 2019- 2020 ، بغية تأهيل وإعادة إدماج نزلاء المؤسسات السجنية، وكذا البحت عن الآليات الكفيلة بإحداث طفرة نوعية توازي ماتحقق على المستوى التشريعي.
هذا اللقاء الذي ثم تنظيمه تحت عنوان ” جميعا من أجل تقويم سلوك النزيل وإدماجه والنهوض بالسياسة الإجتماعية بالسجن ” ، حضرته شخصيات وازنة في مجال القضاء ، وممتلو التكوين المهني ومندوبية الصحة، وجمعيات المجتمع المدني، ومدراء المؤسسات السجنية، وثلة من المنابر الإعلامية ….. ، كما شكل مناسبة سانحة لاستعراض المنجزات التي ثم تحقيقها على أرض الواقع، والآفاق المستقبلية الرامية لتحقيق إقلاع يتماشى وحجم التطلعات والأهداف المنشودة .
ولاثمة شك في أن المؤسسة السجنية أصبحت بحق فضاءا لإعادة إدماج السجين وتأهيله ، كما أن المجهودات المبذولة تعكس التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرامية لإيلاء رعاياه من نزلاء المؤسسات السجنية بكامل عطفه ورعايته، وهذا المعطى أيضا يشكل قصب السبق في استراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.
وخلال مداخلته بالمناسبة ثمن عاليا السيد محمد الكرمة رئيس المحكمة الإبتدائية بمكناس ، الدور الريادي للأستاذة سهام بن مسعود قاضية تطبيق العقوبات، مشيدا بعملها الدؤوب المتجسد في الخدمات الجليلة ألتي تسديها لنزلاء ونزيلات المؤسسة السجنية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ماتم تحقيقه على أرض الواقع لايرقى إلى المستوى التشريعي، ومن ثمة يبقى من الضروري الإجتهاد في إيجاد السبل الكفيلة لفرملة كل الإكراهات التي تحد من تنزيل التشريع خدمة لإعادة الإدماج.
ومن جانبها أكدت قاضية تطبيق العقوبات الأستاذة سهام بن مسعود ، أن الوقت قد حان لتظافر جهود كل الفاعلين من جمعيات المجتمع المدني ، والقطاع الحكومي ، والشبه حكومي، بغية تحقيق نقلة نوعية على مستوى السياسة الإجتماعية بالمؤسسة السجنية، والإنكباب على تنزيل استراتيجية فعالة لإعادة الإدماج وتطويق ظاهرة العود ، بشكل يستجيب للتطلعات السامية لعاهل البلاد ،والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومن ثم جعل المؤسسات السجنية فضاءا ينبض بالدفىء والحيوية ، ويراعي الأبعاد الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والحقوقية ، عبر مقاربة شمولية تنشد الإندماج الأمثل في النسيج الإقتصادي والإجتماعي ،مؤكدة أن الحاجة أصبحت ملحة لتحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع ، وخاصة في ظل تنامي ظاهرة العود ، والرقم المهول لنزلاء المؤسسات السجنية بالمملكة.
وقد كان الجميع على موعد مع شريط فيديو يوثق للأنشطة التي شهدتها هذه المؤسسات والتي أسهمت في رسم الإبتسامة على محيا نزلائها .
هي أمسية الإعتراف تم الإحتفاء من خلالها بفعاليات المجتمع المدني والجسم الإعلامي، وكل المكونات التي انخرطت في هذا الورش الكبير ، الذي يروم الحد من المعيقات ، وفرملة كل الإكراهات في سياق التنزيل الأمثل لفلسفة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حيث تم توزيع شواهد تقديرية في أجواء إحتفالية بهيجة جسدت أسمى معاني ثقافة الإعتراف.
وقد خلص المشاركون إلى ضرورة عقد اجتماع آخر لتعميق النقاش ، وإعداد استراتيجية عمل مشتركة تروم تحقيق المزيد من المكتسبات، من خلال وضع برامج ومخططات مستقبلية تراهن على الأبعاد الإجتماعية والإقتصادية والثقافية للسجناء ، وتقليم أضافر الخطر الذي تفرضه ظاهرة العود ،من أجل جعل المؤسسات السجنية فضاء لتهديب النزلاء وتأهيلهم للإندماج في المجتمع .
وغني عن القول أن الرهان على مقاربة ناجعة يستدعي بالضرورة انخراط الجميع في معالجة ظاهرة العود ، وتنزيل مكاسب ملموسة على أرض الواقع، انطلاقا من مقاربة علمية تتوخى البحث في الأسباب والدوافع وراء حالات العود التي تشغل بال المهتمين ، وتساهم في عودة السجناء المفرج عنهم إلى الجريمة.
صدى تيفي

الرئيسية


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...